رغم وقف إطلاق النار.. الخوف لا يزال يسكن كشمير
رغم وقف إطلاق النار.. الخوف لا يزال يسكن كشمير
ساد الهدوء الحذر أجواء كشمير، الأحد، بعد يوم من إعلان الهند وباكستان وقفًا جديدًا لإطلاق النار، إلا أن القلق والخوف لا يزالان يطغيان على المشهد في المنطقة المتنازع عليها، التي كانت مسرحًا لأعنف تصعيد عسكري بين الجارتين النوويتين منذ سنوات.
وفرّ عشرات الآلاف من منازلهم خلال الأسبوع الماضي تحت وقع القصف المدفعي والهجمات بالطائرات المسيّرة، ولم يعد منهم إلا عدد قليل، في حين بقيت الغالبية في مراكز الإيواء أو مناطق أكثر أمنًا، وفق وكالة "أسوشيتدبرس".
وقال بشارات أحمد، من سكان منطقة بونش: "لن نعود إلا بعد أن يسود الهدوء التام، لا يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تبدأ الدولتان في القتال من جديد"، وأضاف أن وقف إطلاق النار قد ينهار في أي لحظة، كما حدث في مرات سابقة.
ورغم أن وقف إطلاق النار سعى لتهدئة التصعيد، تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الاتفاق خلال ساعات قليلة من إعلانه.
قتلى ودمار وقرى خالية
أعلنت السلطات الهندية أن القصف الباكستاني أسفر عن مقتل 23 شخصًا على الأقل منذ الأربعاء الماضي، فيما دُمّرت أو تضررت مئات المنازل، وفي بلدة بارامولا، حاولت إحدى العائلات العودة إلى قريتها، إلا أن الجنود الهنديين أوقفوها عند نقطة تفتيش دون توضيح الأسباب، ما اضطرها للعودة إلى ملجأ مؤقت داخل كلية حكومية.
وقال بشير أحمد، أحد أفراد العائلة: "تلاشت فرحتنا بوقف إطلاق النار تمامًا. منازلنا لم تعد صالحة للسكن".
القرى تحوّلت إلى أنقاض
عاد عدد من السكان إلى قراهم ليجدوا منازلهم مدمرة وأرزاقهم تحت الركام، وبات الكثيرون عاجزين عن تحديد خطوتهم الآتية، وقالت إحدى العائلات: "عدنا ولم نجد سوى الخراب، لا ندري إن كان الاتفاق سيصمد، ولا من سيساعدنا على إعادة بناء ما فقدناه".
وتدهورت العلاقات بشدة بعد هجوم مميت استهدف سياحًا في كشمير، الشهر الماضي، أسفر عن مقتل 26 شخصًا، معظمهم من الهندوس، واتهمت نيودلهي جارتها بدعمه، وهو ما نفته إسلام أباد.
وردت الدولتان بطرد السفراء، وإغلاق الحدود والمجال الجوي، ثم تبادلت الضربات العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيرة والمدفعية، وادعت الهند أن ضرباتها داخل الأراضي الباكستانية أسفرت عن مقتل 100 مسلح، بينهم قادة بارزون.
الجنود وجهاً لوجه
يحرس الجنود الهنود والباكستانيون جانبي خط السيطرة الذي يقسم كشمير، حيث لا تفصل بينهم سوى أمتار في بعض النقاط، بعضهم يتبادل الإشارات رغم التوتر، في مشهد يعكس تعقيدات النزاع القديم.
تُعد كشمير من أكثر المناطق توترًا في جنوب آسيا، حيث تطالب كل من الهند وباكستان بالسيادة الكاملة عليها، رغم تقاسم السيطرة الفعلية، وقد خاضت الدولتان ثلاث حروب كبرى بسبب الإقليم، آخرها في عام 1999، إضافة إلى سلسلة من الاشتباكات الحدودية المتقطعة.
ويعيش السكان في ظل قلق دائم، إذ غالبًا ما تؤدي أي حادثة أمنية إلى تصعيد واسع النطاق يهدد الاستقرار الإقليمي بأكمله.